إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
محاضرة عن القرآن والسنة
6361 مشاهدة
فضل السنة النبوية


وبعد أن عرفنا فضل القرآن نعرف أيضا فضل السنة النبوية ، أمر الله -تعالى- نبيه -صلى الله عليه وسلم- بأن يبين القرآن بسنته فقال -تعالى- وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ أي لتوضح لهم القرآن الذي أنزل إليهم تبينه لهم بالفعل بعدما بين لهم بقول، ولا شك أن البيان بالفعل ألصق في الذهن وأوضح للعمل به فأمره الله فامتثل وأخبر بأن بيانه يعتبر من الله -تعالى- ولهذا قال -تعالى- وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى أي ما ينطق وما يتكلم إلا بما أوحى الله -تعالى- إليه أي لا يتكلم بهوى من نفسه سواء كلامه بالقرآن أو كلامه بالسنة، فهو إنما يلهمه الله تعالى ويعلمه ما يعلم به أمته، ينزل عليه الآيات وينزل عليه أيضا بيانها.
وقد أخبر -صلى الله عليه وسلم- بأنه أوتي القرآن ومثله معه : ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه يعني: من السنة، وكذلك أيضا أمر باتباع السنة كاتباع القرآن.
يقول في الحديث: لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله ما وجدناه عملنا به وما لم نجده لم نعمل به ألا وإن ما بينه رسول الله كما بينه الله فعرفنا بذلك أن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- تعتبر مبينة للسنة، وتعتبر مكملة لها ففضلها يكتسب من فضل القرآن.